انقسام عربي ودولي حول المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية
// مجتهد نيوز//
انقسمت ردود الفعل العربية والدولية حول المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” من القاهرة لحل الأزمة في ليبيا، بين مؤيد ومعارض.
ورحبت بالمبادرة دول غربية وعربية، غالبيتها داعمة للجنرال “خليفة حفتر”، وهي الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، في حين رفضتها حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، وتركيا وتونس والمغرب، بينما أعلنت الجزائر وإيطاليا تأييدهما لأي دعوة لوقف إطلاق النار.
وتدعم كل من الإمارات ومصر وروسيا وفرنسا بشكل علني، قوات “حفتر” التي منيت بسلسلة هزائم مفاجئة الأسبوع الماضي.
وفي مؤتمر صحفي عقده “السيسي” في القاهرة السبت مع “حفتر” ورئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا “عقيلة صالح”، قال إنه اتفق مع الاثنين على طرح “مبادرة سياسية” لإنهاء الصراع في ليبيا.
وأضاف أن المبادرة المطروحة تدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا اعتبارا من صباح الإثنين 8 يونيو/حزيران الجاري.
كما تطرح المبادرة تنظيما جديدا لشكل مجلس النواب والمجلس الرئاسي، وطريقة تمرير الدستور.
وتعقيبا على المبادرة، رحبت السفارة الأمريكية لدى ليبيا بـ”جهود مصر وغيرها من الدول لدعم العودة إلى المفاوضات السياسية في ليبيا، بقيادة الأمم المتحدة وإعلان وقف إطلاق النار”.
وفي باريس، أعرب وزير خارجية فرنسا “جان إيف لودريان”، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري “سامح شكري”، عن دعم بلاده لاستئناف العملية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة، واستنادا لمقررات مؤتمر برلين.
من جانبها، قالت السفارة الروسية بمصر، في بيان، تعليقا على مبادرة القاهرة: “تقدمت مصر اليوم بمبادرة هامة لإنهاء الأزمة في ليبيا، ونرحب بكل الجهود الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام في كافة الأراضي الليبية”.
أيضا صدرت ترحيبات بالمبادرة من قبل السعودية حسب ما نشرت عبر وكالتها الرسمية (واس)، ووزارة الخارجية البحرينية في بيان، وزير خارجية الأردن “أيمن الصفدي” عبر حسابه على “تويتر”، والجامعة العربية في بيان.
والدول المرحبة بالمبادرة في غالبيتها معروفة بدعمها لـ”حفتر”، إذ تتهم الحكومة الليبية كل من مصر والإمارات وروسيا وفرنسا والأردن بدعم “حفتر” بالسلاح والمرتزقة.
وفي المقابل، علق المتحدث باسم قوات الوفاق “محمد قنونو”، السبت، قائلا: “الجيش الليبي لم يبدأ الحرب، لكنه هو من يحدد زمان ومكان نهايتها”.
وأضاف، في بيان: “ليس لدينا وقت فراغ لمشاهدة هرطقات مجرم الحرب (حفتر) على الفضائيات”.
كما علق على “المبادرة” رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي “خالد المشري”، السبت، قائلا: “ليبيا دولة ذات سيادة وترفض التدخل المصري في شؤونها”.
وأضاف “المشري”: “حفتر يريد العودة إلى طاولة المفاوضات بعد تكبده الهزيمة ونحن نرفض ذلك، والقاعدة الشعبية له لم تعد موجودة”.
ورفضت تركيا تلك المبادرة، وقال ” ياسين أقطاي” مستشار الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، عبر تويتر: “من المحزن والمؤسف أن نرى مثل هذه المؤتمرات الصحفية التي يسعى منظموها بكل ما أوتوا من قوة لنفخ الروح في أبدان قد ماتت ونفوس قد بليت”.
وأرفق بالتغريدة صورة تجمع “السيسي” مع “خليقة حفتر”، وختم تصريحه المقتضب: “إكرام الميت دفنه”.
كما أعرب كل من المغرب وتونس عن تمسكهما باتفاق الصخيرات السياسي كمرجعية أساسية لمعالجة النزاع المسلح في جارتهما ليبيا، وهو الاتفاق الذي تعمد الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” تجاهله خلال حديثه عن مرجعيات حل الأزمة الليبية في “إعلان القاهرة”.
جاء ذلك في اتصالين هاتفيين تلقاهما وزير الخارجية الليبي “محمد الطاهر سيالة” من نظيريه المغربي والتونسي.
واتفاق الصخيرات السياسي وقعه طرفا النزاع الليبي، في ديسمبر/كانون الأول 2015، بمدينة الصخيرات المغربية، نتج عنه تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، إضافة إلى التمديد لمجلس النواب، وإنشاء مجلس أعلى للدولة وإجراء انتخابات.
لكن “حفتر”، أعلن إلغاء ذلك الاتفاق، كما منع الهجوم الذي شنه على العاصمة طرابلس إجراء مزيد من الحوار حول تنفيذ بنوده وإجراء الانتخابات.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الإيطالية عن تأييدها لأي مبادرة من شأنها التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، داعية جميع الأطراف لاستئناف مفاوضات “5+5”.
فيما قالت وزارة الخارجية الجزائرية، عبر بيان، الأحد، إن الجزائر “أخذت علما بالمبادرة السياسية الأخيرة من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية”.
وتأتي المبادرة في وقت تحرز فيه قوات الوفاق الليبية تقدمات كبيرة غرب ووسط البلاد، كان أحدثها إحراز تقدمات نحو السيطرة على كامل مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من ميليشيا “حفتر”.