محللون سياسيون قرأوا هذه الاستقالات على انها تأتي في سياق اعادة تحالف الحرب على اليمن لاوراقه وانتاج صيغة مغايرة لفترة فشله في تحقيق اجندته خلال المرحلة الماضية ..رابطين مايحدث في كيفية تعاطي الرياض والامارات مع الصراع القائم بين الشرعية والمجلس الانتقالي واستغلال اتفاق الرياض بينهما لتعميق السيطرة على الاوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية وبشكل تدريجي يجعل التحالف اكثر امساكا بخيوط اللعبة والتحكم بها وفقا لماتتطلبه مخططات مشاريعه في هذه المحافظات واليمن بشكل عام.
من جهة اخرى ذهب محللون ومهتمون بالشأن اليمني الى ان الانتصار التي تحققها جماعة الحوثي في مختلف الجبهات ستجعل الكثير من المنضوين تحت مظلة التحالف من الوزراء والقيادات العسكرية والمدنية سيعيدون حساباتهم وفقا للمتغيرات على الارض لاسيما بعد وصول مقالتي الحوثي الى مشارف مدينة مأرب..
ويستند المحللون في استنتاجهم الى الارتباك الواضح لطرفي الصراع في المحافظات الجنوبية والشرقية وماتشهده هذه المحافظات من مظاهر الرفض لممارسات السعودية والامارات في محافظاتهم.. معتبرين مايجري هناك نارا تحت الرماد سرعان ماسيشتعل مع اقتراب الحوثيين من هذه المحافظات والتي بدأت – وفقا لمعلومات مؤكدة- بعض القيادات المنضوية في التحالف بفتح خطوط تواصل مع جماعة الحوثي في صنعاء مستغلة استمرار سريان قرار العفو العام الذي اطلقه ما يمسى بالمجلس السياسي الاعلى قبل ثلاث سنوات.
مصادر ارجعت استقالات مسئولين في حكومة معين عبدالملك الى ضغوطات قطرية تركيه
لاعادة ترتيب الوضع في المحافظات الجنوبية والشرقية خصوصا بعد بروز مظاهر لثورة مسلحة ضد القوات السعودية والإماراتية ، بدأت شرارتها في محافظة المهرة ولم تستبعد السعودية وقوف قيادات في حكومة الرئيس هادي خلف تلك الاحتجاجات وفي مقدمتهم الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية و الجبواني وزير النقل المستقيل.
وكشفت المصادر عن استقالات خلال الايام القادمة لمسئولين كبار مدنيين وعسكريين يعمل التحالف على استباق ذلك باجراء تغييرات باشخاص اكثر ولاء قبل اعلانها خصوصا في المجال العسكري مخافة من تدخل عسكري محتمل للجيش التركي في اليمن على غرار تدخل الاخيرة في ليبيا لمحاربة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الموالي الإمارات .
وتجدر الاشارة -حسب خبراء سياسيون – الى ان انقرة والدوحة تستغلان كل هذا الارباك في مشهد تحالف الحرب على اليمن لاحداث اختراق في المشهد اليمني تمكنه من تقوية حليفه الداخلي المتمثل في حزب الاصلاح وعلى نحو يعيده للعب دور رئيسي في المعادلة التي باتت نتيجتها واضحة في ظل فشل التحالف عسكريا.