العرادة يوجه ضربة قاصمة للعكيمي ويتحالف مع مليشيا الحوثي.
مجتهد نيوز //
حين كان أمين العكيمي، قائد جبهات الجوف، يوسِّد نجله ألأكبر شهيداً وهو يدافع عن بلاده أمام زحف مليشيات الحوثي، كان الحسن أبكر يحتفل بارتزاقه مولوده الأصغر، حيث يقضي أوقاته متنقلاً بين تركيا والخليج ومأرب..
يدفع الشيخ أمين العكيمي ثمن رفضه الانصياع لتسلط ونفوذ هاشم الأحمر وعدم تبعيته لحزبية الحسن أبكر.. تخذله الشرعية والإخوان في آنٍ واحد، ويقف مسنوداً بمن هبّ للقتال من القبائل وأفراد الجيش غير المرتبطين بأجندة الجماعة.
حين سقطت نهم كان المبرّر أنّ الوقت لم يكن كافياً لتلافي الهزيمة وتعزيز الجبهة، غير أن المُدة منذ الهجوم الحوثي على الجوف كافية لتحصين جبهات المحافظة من أي محاولة اختراق حوثية إن أرادت الشرعية ذلك.
تقاوم الجوف ضغطاً عسكرياً كبيراً يريد الحوثيون أن يكون لهم فيها نصر، كما حصل في جبهة نهم، حتى لا تنكسر نشوة التقدم الميداني التي افتقدوها منذ فترة طويلة، وكُسرت جحافلهم في الضالع والساحل الغربي والبيضاء وحتى جبل ثرة في أبين.
الجوف عُزلت حتى إعلامياً من قِبل الإصلاح، ويُراد لها أن تسقط، وإلا كان الحزب -المشغول بانضمام كتيبة في سقطرى لقوات المجلس الانتقالي أو إعلانه تأييد المجلس- أقام الدنيا للمطالبة بتحريك الجبهات وتوفير الدعم بالرجال والمال لنصرة المقاتلين في بلاد الشيخ العكيمي.
في مأرب بدأ سلطان العرادة ترتيب قوة قبلية من أبناء المحافظة خارج إطار الجيش المحسوب على الشرعية، وذلك لتفادي ما حصل في نهم وما قد يحصل في الجوف إن واصلت المليشيات تعزيز قواتها وواصلت الشرعية -التي يتحكم بقرارها الإصلاح- التآمر على العكيمي ومحافظته.
ترتيب العرادة لتشكيل قبلي رديف للجيش جاء بعد أن تيقن محافظ مأرب من وجود أجندة خاصة للإخوان ومؤامرات تدور في الوسط خدمة لأجندة إقليمية- ويتم ذلك الترتيب لتشكيل قبلي بالتنسيق مع الرياض والتحالف بشكل عام.
رمى الإصلاح مهمة الدفاع عن الجوف على عاتق العكيمي لوحده، وتم إرباكه بعدم قدرة الجيش على التعاطي مع تقدم المليشيات بحرفية وسرعة كافية، وذهب العكيمي إلى البحث عن خيارات داعمة بديلة بطلب تعزيزات من محور صعدة، رغم أن الجوف فيها منطقة عسكرية كاملة هي المنطقة السادسة والتي حوّلها صادق الأحمر إلى جناح مسلح يتبعه كشيخ قبلي وليس كقائد عسكري.
معركة الجوف مصيريّة، وبإمكانها أن تعيد رسم خارطة القوة والسيطرة على الأرض.. وسقوط الجوف يعني استكمال الحوثيين السيطرة على الشمال باستثناء مربعات جغرافية صغيرة.. سيدافع الإخوان عن شبوة والمصالح النفطية في بعض مناطق مأرب إن تُركت لهم صلاحيات العبث بأوراق المعركة كما يحصل اليوم.