صفعةٌ قويّة لترامب من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يُسيطِر عليه الجمهوريين..
فبراير 16, 2020
العالم, محلي
554 زيارة
صفعةٌ قويّة لترامب من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يُسيطِر عليه الجمهوريين.. ماذا يعني منعه من اتّخاذ أيّ قرار بشن الحرب ضِد إيران دون التّشاور مع المجلس؟
مجتهد نيوز//
أن يتبنّى مجلس الشيوخ الأمريكيّ الذي يُسيطِر عليه الجمهوريّون قرارًا يوم أمس يكبَحُ جِماح أيّ هُجوم عسكريّ يشنّه الرئيس دونالد ترامب ضِد إيران، يُشكّل إهانةً للرئيس الأمريكيّ، وعدم أهليّته للتحكّم بقرار الحرب، تَجنُّبًا لأيّ ضررٍ يُمكن أن يلحَق بالولايات المتحدة ومُواطنيها نتيجةً لتهوّره.
الرئيس ترامب يُمكن أن يلجأ إلى نقضِ هذا القرار، مثل قرارات سابقة لمجلس الشيوخ والنوّاب، ولكن بات واضحًا تراجع ثِقَة أعضاء مجلس الشيوخ بِه، خاصّةً أنّ ثمانية منهم صوّتوا لصالِح القرار الذي تقدّم به الديمقراطيّون (55 صوتًا مُؤيّدًا و45 صَوتًا مُعارِضًا).
إقدام ترامب على إعطاء الأمر باغتِيال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، هو الذي دفع إلى اتّخاذ هذا القرار، لأنّ عمليّة الاغتيال هذه جرَت من وراء ظهر المؤسّسات التشريعيّة (الكونغرس)، مُضافًا إلى ذلك تسبّبها في تهديد المصالح الأمريكيّة، فقد ردّت إيران بقصف قاعدة “عين الأسد” الأمريكيّة في الأنبار، واتّخذ مجلس النوّاب العِراقي (البرلمان) قرارًا بطرد جميع القواعد الأمريكيّة من العِراق فَورًا، وهدّدت فصائل الحشد الشعبي بالثّأر.
أعضاء مجلس النوّاب والشيوخ يُدركون جيّدًا أنّ قرار اغتيال سليماني يَقِف خلفه بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو المُحرِّض الرئيسيّ على تنفيذه ولخدمة أهداف ومصالح إسرائيليّة، ويخشون أن يتَطوّر هذا النّفوذ الإسرائيليّ على ترامب والمجموعة التنفيذيّة المُحيطةِ به، وبِما يُؤدِّي إلى دفعه لشنّ حربٍ ضِد إيران تُؤدِّي إلى إلحاق خسائر كبيرة في أوساط الجُنود الأمريكيين في القواعد الموجودة في مِنطقة الخليج على وجه الخُصوص.
السّيناتور تامي داكوورث التي فقدت ساقَيها في حرب العِراق عام 2003، اتّهمت ترامب بخرق الدستور والمؤسّسات التشريعيّة بإقدامه على اغتِيال سليماني، علاوةً على أنّ هذه الخطوة تجعل الأمريكيين عُرضةً للخطر في مُختلف أنحاء العالم، مِثلَما قالت.
مِئة جندي أمريكي أُصيبُوا نتيجةً للقصف الإيرانيّ لقاعدة “عين الأسد”، حسب أحدث اعترافات وزارة الدّفاع (البنتاغون)، ومن المُحتَمل أن يكون عدد المُصابين أكبر، وأمس قصفت جِهات “مجهولة” قاعدة (K1) العسكريّة الأمريكيّة قُرب كركوك بعدّة صواريخ للمرّة الثّانية في أقل من شهر، حيث أسفر القصف الأوّل عن مقتل مُتعاقِد أمريكيّ، والقِيادة الإيرانيّة تتوعّد بانتقامٍ كبيرٍ لاغتيال سليماني، ويَعتَبِر السيّد علي خامنئي، المُرشد الأعلى، قصف قاعدة “عين الأسد” مُجرّد صفعة، والقادِم أعظم.
خِتامًا، نقول بأنّه إذا لم يَكُن الرّد الإيرانيّ المُتمثّل في قصف القاعدة المذكورة وما أحدثه من أضرارٍ وخسائر ماديّة وبشريّة “غير مُؤلِم” للإدارة الأمريكيّة، لما سارع مجلس الشيوخ الأمريكيّ إلى إصدار هذا القرار الذي يُكَبِّل يديّ ترامب ويمنعه من شنّ أيّ حرب ضِد إيران، فلا بُد أن المجلس يملك ما يَكفِي من معلوماتٍ لوضع مِثل هذا “الفيتو” في المَسبوق.
“رأي اليوم”