السعودية تمنح طارق صالح قوات عسكرية ضخمة للقضاء على هذه المحافظة وتسليمها للحوثيين.
مجتهد نيوز //
دخلت الحرب في اليمن التي تقودها السعودية منذ مارس ٢٠١٥م منحنى خطير وهي على مشارف عامها السادس في ظل الصراع المسلح الذي ضرب كل مقدرات الشعب اليمني وأضرت بمصالحه وضاعفت من مأساة هذا الشعب الذي يعد واحدا من أفقر شعوب المنطقة .
وجاء ذلك التحول في مسار الحرب التي تقودها السعودية والإمارات في تحالف ضد جماعة الحوثي عقب الأحداث المتسارعة التي شهدتها ساحات الصراع السياسي والعسكري في بلد مزقته الأطماع والتوجهات لقادة التحالف ووكلاء الصراع المعتمدين من قبل أمراء الحرب .
وفي الوقت الذي نجحت المقاومة الشعبية في المحافظات الجنوبية وبالتحديد في مدينة عدن وبدعم التحالف من تحرير مدينة عدن وغيرها من تلك المحافظات من سيطرة مقاتلي الجماعة الحوثية وإعادة الدولة وحكومتها الشرعية للمارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن .
كان على النقيض تماما وبعد سنوات منذ بداية الحرب التي شنتها السعودية والإمارات على المدن اليمنية تحول مسار الهدف لتلك الحرب والسير في إتجاه آخر .
وفي ذات السياق تسعى السعودية والإمارات للسيطرة على إحدى المحافظات في جنوب غرب اليمن والقضاء على أحد تيارات المقاومة الشعبية فيها وتسليم المدينة لأحد وكلائها .
وكشف مصدر استخباراتي بأن ” التحالف السعودي والإماراتي يسعيان لاستكمال الترتيبات لقوات كبيرة تتبع وكيل الإمارات في الساحل الغربي العميد طارق عفاش لخوض معركة السيطرة على محافظة تعز وإقصاء القوات التابعة للشرعية والمقاومة الشعبية التي تنتمي لحزب الإصلاح في تلك المحافظة ” رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها في مواجهتها مع جماعة الحوثي على مدار السنوات الخمس السابقة .
وتعود للأذهان الأحداث التي شهدتها مدينة عدن والتي تمثلت في اغتيال القادة الميدانيين للمقاومة من أئمة مساجد ومسؤولين عسكريين وسياسيين ممن ينتمون لحزب الإصلاح أو مناصريه قبل أن تعلن المجاميع المقاتلة تحت مسميات النخب والأحزمة الأمنية والانتقالي الجنوبي والممولة جميعا من قبل الإمارات وبموافقة سعودية الإنقضاض على قوات الرئيس هادي وقوات الشرعية في أغسطس ٢٠١٩م وطردها من مدينة عدن وسيطرتها على عدة محافظات .
وكان الاستهداف المباشر لطيران التحالف العربي لقوات هادي وهي على مشارف مدينة عدن بعد أن تمكنت من دخر تلك المجاميع المسلحة من محافظتي شبوة وأبين وقتل وجرح العشرات من قوات الشرعية وتدمير آلياتهم وطقومهم المسلحة نقطة تحول كبيرة في مسار الحرب .
ولم تشذ عن تلك القاعدة ما شهدته الجبهات الشرقية للعاصمة صنعاء والتي تعرضت فيها قوات الشرعية لضربات عسكرية غادرة من قبل طيران التحالف إثر هجوم كبير وخاطف لجماعة الحوثي وسيطرة مقاتلية على مساحة بلغت ٢٥٠٠ كلم مربع وفقا البيلن الصادر عن المتحدث الرسمي لمقاتلي الحوثي عقب سقوط جبهة نهم ومواقع عسكرية في محافظتي مأرب والجوف .
وتتهم السعودية والإمارات أن تلك القوات تابعة لحزب الإصلاح والأخير هو المسيطر على تلك المحافظتين وتسعى الإمارات بتعاون سعودي للقضاء على الإصلاح ومقاتليه .
وتبحث الإمارات والسعودية لمنح قوات طارق عفاش والتي يتم التحضير لها بقوات كبيرة للذهاب للقضاء على القوات المتهمة بإنتمائها لحزب الإصلاح في محافظة تعز وتسليمها لطارق بهدف تلميع التحالف وصناعة انتصار وهمي يجمل صورتها التي فقدت مصداقيتها لدى اليمنيين .
وعلى النقيض تماما يستغرب البعض من ذلك الصمت الرهيب لقيادات الإصلاح التي باتت على قناعة تامة بأن التحالف مضى في خطته التآمرية والتي أحد أهدافها القضاء على هذا الحزب .
ورغم مغادرة قيادات له واتجاهها صوب قطر وتركيا إلا أن السؤال الأبرز هل فكرت تلك القيادات في إتخاذ خطوة لم تعد استباقية بقدر ما تعد دفاعا عن النفس والسير نحو الأمام كحق مشروع في الدفاع عن النفس .
وكانت قيادات حوثية قد أماطت اللثام عن مفاوضات تجريها من خلف الكواليس مع قيادات تابعة لحزب الإصلاح والتي كشفها القيادي الحوثي محمد البخيتي ولم يتم كشف مصير تلك المفاوضات وإلى أين وصلت إلى الآن .
ويرى مهتمون بالشأن اليمني بأن الإصلاح والذي وقف مع التحالف بقيادة السعودية والإمارات لمواجهة جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م بات اليوم أكثر استهدافا من قبل التحالف من أي وقت سبق وهو ما كشفته الأحداث في السبعة الأشهر الأخيرة .
وبات مطالبا بقوة اليوم للبحث عن قشة النجاة مما تضمر له قيادة التحالف بهدف القضاء عليه وإخراجه من المشهد اليمني برمته ليصبح خيار البحث عن حلفاء مرهونا بمدى إستيقاض تلك القيادات التي باتت لدى قواعده ومناصرية قناعة بأن التحالف مع جماعة الحوثي سيكون صفعة في وجهة التحالف وردا على دماء عناصره ومقاتليه التي استهدفهم الطيران في محاور قتالية مختلفة خلال السنوات الأخيرة لحربه في اليمن .