مصدر مسؤول يكشف حجم الفخ الذي وقعت فيه حكومة الشرعية اليمنية مع جماعة الحوثي.
مجتهد نيوز //
جاء إعلان المتحدث الرسمي لقوات الدعم السريع السودانية المشاركة في التحالف العربي ليمثل ترجمة واقعية لعدم جدوى نتائج التحالف العربي على الأرض .
وفي الوقت الذي كنا نأمل فيه أن تقود المملكة العربية السعودية بما تملكه من قوات وفق أحدث تكنولوجيا السلاح الغربي والامريكي وبنية إقتصادية ضخمة تمكنها من خوض معركة المواجهة مع جماعة الحوثي بإقتدار وبفترة زمنية وجيزة .
وعلى عكس المتوقع والذي كانت تأمله الشرعية بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وصلت الحرب لعامها الخامس دون أن تحقق شيء من تلك الأهداف التي أعلنت مع إنطلاق عاصفة الحزم .
وعلى النقيض تماما كانت جماعة الحوثي تعيش وضعا هشا وضعيفا من خلال امكاناتها وقدراتها التسليحية وتخوف المواطن اليمني من تلك الحركة التي جل قياداتها من القيادات الشابة .
وذلك مخافة الدم الحار لدى الشباب والخبرة القليلة في المجال السياسي والقدرة على ضبط الأعصاب والتحكم وفق ما تقتضيه المصلحة وضبط النفس الإنفعالي وغيرها من الصفات القيادية التي يتمتع بها من امتلك الخبرة في المجالات المختلفة بما تؤهله لخوض الصرعات بمختلف توجهاتها بحنكة وإقتدار .
وأستطاعت القيادات الشابة لجماعة الحوثي أن تثبت لامتلاكها لتلك الصفات مع دخول الحرب عامها السادس في ٢٦ مارس المقبل .
وجاء إعلان المتحدث الرسمي لقوات الدعم السريع والذي أكد فيه بأنه تم تقليص عدد الجنود السودانيين في المشاركين ضمن قوات التحالف في حرب اليمن من 5 ألف جندي إلى 657 جنديا وفقا لما أوردته وكالة الأناضول التركية ليؤكد عمق الفجوة التي وقع فيها التحالف العربي بقيادة السعودية في حربه على الجماعة الحوثية .
ففي الوقت الذي كان قرار السعودية وإعلانها حربا تحالفية علي اليمن مفاجأ وسريعا كان الهدوء وضبط النفس من قبل قيادات الجماعة مذهلا وينم عن عقلية واسعة لإدارة المواجهة حيث ظلت 40 يوما لم تعلن فيه أي رد لمنح فرصة للتحالف لاستدراك خطأه دون جدوى .
وفي ذات السياق ورغم وثوق أطراف يمنية في السعودية والإمارات بأن تحسم أمر المعركة وخوضها إلى جانب التحالف الحرب على اليمن كانت جماعة الحوثي الوحيدة التي كانت تعلن بأن الأهداف تدمير واحتلال اليمن والسيطرة على ثرواته .
وهو ما نجده اليوم من خلال تصريحات إعلامية لقيادات رفيعة أدركت حجم الفخ الذي وقعت فيه الحكومة الشرعية والتي أثبتت أحداث أغسطس المنصرم كل ذلك وعرت المطامع الإماراتية وبغطاء سعودي لا لبس فيه بعد استهداف طيران التحالف قوات الشرعية وهي على أبواب عدن للخلاص من ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي بعد طردها لقوات الحماية الرئاسية وقوات الشرعية والسيطرة عليها وعلى عدد من المحافظات الجنوبية .
في حين كانت جماعة الحوثي تعمل بصمت في كل الاتجاهات ووفق امكاناتها المتاحة لها لتصبح اليوم قوة لا يستهان بها بعد أن تمكنت من تطوير قدراتها القتالية لا سيما في مجال الصواريخ البالستية والطيران المسير وحققت من خلاله ضربات مؤلمة وموجعة للسعودية لعل قصف وتدمير معامل تكرير النفط في هجرتي خصيص والبقيق أكثرها إيلاما للجانب السعودي .
وازدات شعبية جماعة الحوثي في اوساط اليمنيين وهم يلتفون حولها كالتفاف السوار على المعصم لادراكهم أن الجماعة الحوثية كانت أصدق الأطراف اليمنية المتصارعة وأكثرها قدرة لإيقاف الاطماع الاستعمارية للإمارات في اليمن .
ولم يكن إعلان الجانب السوداني عبر المتحدث الرسمي لقوات الدعم السريع السودانية عن تقليص عدد المقاتلين السودانيين بهذا القدر الكبير إلا نتاج أمرين الأول ناتج عن تخبط قيادة التحالف وضبابيطة الهدف الذي ترمي إليه وانحرافه عن مساره أما الأمر الثاني ناتج عن صلابة وشراسة المقاتلين الحوثيين والذي أدى لمصرع العديد من القوات السودانية وجرح أضعاف قتلاها .
لكن الأمر برمته يظل مرهونا على قدرة الرئيس هادي وحكومة الشرعية على حسم قرارها والقفز على كبرياء العناد الذي لم يبقي لهم التحالف أي كرامة أو عزة وسيسجل التاريخ الذي لا يرحم ذلك .