مساعي أممية لإزاحة الرئيس هادي ونقل السلطة إلى سلطان البركاني.
مجتهد نيوز //
في وقتٍ ما يزال فيه ملف الأزمة اليمنية الذي يدور فيه مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن مارتن غريفيث في إطارٍ مُفْرغ، دون اجتراح أي تسوية بين الأطراف المتحاربة، قدّم الرئيس عبد ربه منصور هادي طلبًا رسميًا بالاستغناء عنه كمبعوث للأمم المتحدة في اليمن، قبل أن ترد الأمم المتحدة بالرفض، وارسال وساطة لإقناع هادي بالقبول باستمراره في إدارة مساعي المصالحة المفترضة في اليمن.
ورغم حالة التذمر التي سبق أن أعرب عنها مسؤولون في حكومة هادي بشأن دور المبعوث الدولي مارتن غريفيث الذي اعتبروه “وسيطًا غير محايد” إلا أن طلب الاستغناء عنه من قبل الرئيس هادي كان لافتًا، ويحمل دلالات تؤكد ما سبق أن كشفت عنه تسريبات لمصادر خاصة، بخصوص المبادرة الجديدة (إماراتية المنشأ) التي يسعى غريفيث للتبشير بها بين الأطراف المتحاربة.
فبحسب التسريبات، فإن المبعوث الأممي بصدد تبني مبادرة سعودية_إماراتية لنقل السلطة في اليمن من هادي إلى رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، الذي سوف يحل محله كرئيس “توافقي” لمرحلة انتقالية تمتد لعامين. بينما يتم تعيين 4 نواب نواب لرئيس الجمهورية من الطيف السياسي في اليمن.
وبمقتضى هذه الوصفة سيتم تعيين أحمد علي، وعيدروس الزبيدي، وعلي محسن الأحمر، ومحمد علي الحوثي، نوابًا للرئيس “التوافقي” خلال المرحلة الانتقالية المقررة بعامين.
ووفق هذه الآلية، يرى التحالف السعودي الإماراتي، أنه حقق نسخة ثانية من “اتفاق الرياض” في إطار مساعي الحلف الخليجي للخروج من المأزق اليمني الذي أفرغ خزينة الرياض دون تحقيق اختراق عسكري ملموس على الأرض، على الأقل بما يمكن وصفه بـ”عملية سلام”، ولاسيما مع تصاعد القلق في دوائر صنع القرار في كل من الرياض وأبوظبي مع تواتر المستجدات والتحولات الاستراتيجية التي تنذر بشؤم الطالع بالنسبة لِقُطبيّ الحلف الخليجي، وعلى رأسها استهداف شركة أرامكو النفطية السعودية، وانتهاءً باغتيال الجنرال الإيراني الأبرز وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق بغارة أمريكية، وليس انتهاءً بالرد الإيراني بضرب القواعد الأمريكية في العراق، وما أعقبها من تداعيات لا تبعث على الطمأنينة من احتمال نشوب حرب كبرى ستكون أمراء النفط في الخليج أول من يكتوي بنارها.
وبالتالي، فإن السعودية والإمارات أصبحتا _على ما يبدو_ أكثر اقتناعًا بضرورة إغلاق الملف اليمني، والتفرغ لما تعتبره قيادة البلدين “قضايا كبرى” والتي في مقدمتها التدخل العسكري التركي في ليبيا والتوترات بين طهران وواشنطن.
ولعل هذا ما يجعل الحاجة ملحة إلى استدعاء الحلول الممكنة التي في متناول التحالف السعودي الإماراتي، للانسحاب من اليمن وفق ما يسمح به هامش المناورة السياسية، ما يحملها على الرهان على جهود المبعوث الدولي الذي أجرى جولات مكوكية متنقلا بين العواصم لطرح مبادرته الجديدة على أقطاب الصراع، والتقاء خلالها بوفد الحوثيين في مسقط ووزير الخارجية العماني، إضافة إلى لقائه بالرئيس هادي في الرياض، حاملا مبادرته الجديدة التي يأمل أن تزيح عن كاهله مهمة الدوران مجددًا في ذات الحلقة الفارغة دون الوصول إلى الحل السحري الذي يوقف طاحونة الحرب.