الخارجية الأمريكية تدعو رعاياها إلى المغادرة الفورية للأراضي العراقية.
مجتهد نيوز //
استيقظ العالم فجر الخميس على جريمة إغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الرقم الأصعب في بنك أهداف الاستخبارات الأمريكية، والكنز الإستراتيجي الإيراني ومهندس عملياتها خارج الحدود الإقليمية، القائد الشرس الذي رحل تاركاً لإيران ومحور المقاومة مهمة “الرد القاسي” على المغامرة الأمريكية المارقة ” كما وصفها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
اتشحت إيران يوم الجمعة بالسواد حزنا لرحيل “الرجل الأمني الأقوى في الشرق الأوسط “الذي يكافح النفوذ الغربي” كما تصفه الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية، وأعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحداد ثلاثة أيام على” الحاج سليماني “رجل الظل” و”الجنرال” كما يطلق عليه في الشارع الإيراني .
ويعتبر سليماني العدو الأشرس لداعش حيث شارك في تحرير مناطق واسعة من التنظيم في العراق من أهمها المعارك التي دارت شمال محافظة صلاح الدين، ومعركة تحرير مدينة آمراي ومعركة استعادة مدينة تكريت المدينة الأهم التي تربط العراق بالموصل ولها قيمة إستراتيجية، ومعركة الفلوجة وتحرير محافظة ديالي شمال العراق.
وكان له دور في تنظيم العمليات العسكرية في سوريا حيث ساند خلال ثلاث أعوام الرئيس السوري بشار الأسد، ما ساعده على إسترجاع المناطق التي سيطرت عليها قوات داعش.
ولد سليماني في قرية “قنات مَلك” في مدينة رابر بمحافظة كرمان ونشأ فيها وتدرج في المناصب إلى أن تم تعييه قائد فيلق القدس منذ 1998 خلفاً لأحمد وحيدي. وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسئولة عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية .
ويتمتع سليماني الرجل “الستيني” بشخصية قوية وشجاعة مكنته من التدرج في المناصب من قائد فيلق ثآر الله في محافظة كرمان ليصبح واحد من أهم عشرة قادة إيرانيين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود وتدرج بعدها في المناصب ليصل لرتبة عقيد ومنها لواء قائد لفيلق القدس وكان يعتبر أحد الخلفاء المحتملين لمنصب قائد الحرس الثوري الإيراني عندما ترك الجنرال يحيى رحيم صفوي منصبة.
ونشط سليماني في مهمته خارج الحدود حيث ساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر الزعيم الشيعي في العراق 2008 كما أسهم السليماني مع مجموعة من المحققين الإيرانين في البحث في جريمة اغتيال الشهيد عماد مغنية القائد العسكري بحزب الله الذي اغتيل في حادث تفجير سيارة في دمشق عام 2008م.
الإعلان عن إغتيال سليماني تلاه تصريحات نارية إيرانية ومن قادة ودول محور المقاومة حيث لوحت إيران بأن 36 قاعدة أمريكية منتشرة في الشرق الأوسط تحت مرمى نيران الثأر الإيراني في حين توعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بانتقام يطال “المجرمين” وفقا لوكالة انباء فارس الإيرانية.
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدته على تويتر “سليماني انضمّ إلى إخوانه الشهداء لكنّنا سننتقم له من أميركا شرّ انتقام “.
مضيفاً”عمل الإرهاب الدولي للولايات المتحدة الأمريكية باستهداف واغتيال الجنرال قاسم سليماني -أكثر قوة فعالة بمحاربة داعش، جبهة النصرة، القاعدة- خطير للغاية وتصعيد غبي.. الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل كل تداعيات مغامراتها المارقة”.
كما هدد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، واشنطن بأن الرد على عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني “سيكون مروعاً” ونقل التلفزيون الرسمي عن شريف قوله، اليوم الجمعة “يجب على الأمريكيين أن يطمئنوا بأن الرد سيكون مروعا بالنسبة لهم على هذه الجريمة”.
وتابع “الحرس الثوري وكل القوات المناوئة لأمريكا ستثأر لسليماني في شتى أنحاء العالم الإسلامي””، وأضاف الجنرال الإيراني “الحرس الثوري يبدأ اليوم فصلا جديدا من مجابهته للأعداء”.
التداعيات لإستهداف السليماني والخوف من رد الفعل المقاوم دفع الخارجية الأمريكية إلى دعوة رعاياها إلى المغادرة الفورية للأراضي العراقية في حين قالت قناة “فوكس نيوز” الأميركية إن “القوات الأميركية في المنطقة تدخل حالة الإنذار القصوى”كما نقلت “نيوزويك” عن مصادر في البنتاغون أن “منصات صواريخ “الباتريوت” في البحرين وضعت في حالة استنفار وتأهب.
وعلق محاربون قدامى في الولايات المتحدة إن “قواتنا في العراق هي الليلة في خطر أكبر مما كانت عليه على مدى وقت طويل.”
وأعلن البنتاغون أن العملية تمت بتوجيه من الرئيس ترامب كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج”.
فيما لزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصمت واكتفى بوضع صورة العلم الأميركي على حسابه على “تويتر”.
و وصف فيليب سميث الخبير الأميركي بالجماعات المسلحة، اغتيال سليماني “أكبر عملية تصفية على الإطلاق تنفّذها الولايات المتحدة، هي أكبر من تلك التي قتلت فيها أبو بكر البغدادي أو أسامة بن لادن.