مصادر موثوقة تؤكد أن المؤشرات النهائية بدأت تلوح بالأفق بوجود اتفاقات نهائية لوقف الحرب على اليمن.
مجتهد نيوز //
خلافاً للصورة التي تعطيها بعض المعارك المتقطعة بين قوات صنعاء والتحالف وأتباعه، إلا أن معظم جبهات القتال الحدودية والداخلية تشهد هدوءاً غير مسبوقاً منذ بدء الحرب على اليمن قبل نحو خمس سنوات. هدوء ناتج عن سلسلة من المحادثات بين صنعاء والرياض، وفقاً لمصادر مطلعة أكدت أن هذه اللقاءات ما تزال مستمرة وتنحصر بشكل رئيسي على الجوانب العسكرية التي تسعى لتأسيس أرضية مناسبة لانطلاق مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الحرب والأزمة السياسية بين الأطراف اليمنية.
أكدت مصادر مطلعة إن المحادثات بين صنعاء والرياض أثمرت عن تشكيل عدة لجان عسكرية من الطرفين للإشراف على التهدئة في عدة جبهات وما تزال المحادثات تناقش مواصلة تشكيل اللجان العسكرية في مختلف الجبهات للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار لكي يتم بعدها الإعلان رسمياً عن ذلك وهي النقطة التي ما تزال تخشاها الرياض، أي الإعلان عن وقف إطلاق النار، كونها تحاول تجنب أي خطوة معلنة يمكن أن تظهرها مهزومة في الحرب خصوصاً أن محادثاتها في صنعاء تجري بمعزل عن أتباعها المتمثلين في عبدربه منصور هادي وحكومته وحزب الإصلاح.
وأوضحت المصادر أن اللقاءات المباشرة بين السعوديين واليمنيين (ممثلين عن المجلس السياسي الأعلى وحكومة صنعاء) ما تزال مستمرة وتتقدم بشكل إيحابي وإن كانت وتيرتها بطيئة إلا أن الهدوء التي تشهده الجبهات بشكل غير مسبوق ومختلف حتى عن المرات التي شهدت فيها إعلان هدنة رسمية برعاية أممية، فيما لا يزال الطرفان يحتفظان بمخاوفهما من نوايا الآخر .
وأضافت المصادر أن صنعاء ورغم التقدم الإيجابي المتعلق بالتهدئة والخطاب الرسمي السعودي إلا أن مخاوفها ما تزال مرتبطة باعتقادها أن الرياض دخلت في المحادثات من منطلق تكتيكي وليس استراتيجي يؤدي لإنهاء الحرب وليس تعليقها، حيث تعتقد صنعاء أيضاً أن الرياض تحاول أن تختبر طرقاً أخرى لتعويض فشلها العسكري عبر محاولتها اختبار نجاعة الرهان على تفجير الأوضاع داخلياً واستنساخ ما يجري حالياً في لبنان والعراق وخصوصاً أن الأجهزة الأمنية كشفت مخططاً أمنياً كبيراً قبل أيام حاولت الرياض تنفيذه وإن كان هذا المخطط يعود تدشينه إلى قبل أكثر من عام أي قبل انطلاق المحادثات المباشرة مع السعوديين.
كما ترى صنعاء أن الرياض تسعى لاستقبال استحقاقاتها في ظل غياب للتهديدات العسكرية عندما تستضيف العام المقبل قمة الدول العشرين الاقتصادية وكذلك سعيها لإقناع المستثمرين الأجانب بالاكتتاب في شركة أرامكو بعدما لجأت الرياض لطرح أسهمها في السوق المحلية وإجبار العائلات الثرية على شراء الأسهم لإعطاء صورة مطمئنة عن الاستثمار في السعودية، ولذلك تسعى صنعاء لإجبار الرياض على اتخاذ خطوات معلنة باتجاه وقف شامل للحرب ورفع الحصار تمهيداً للدخول في مفاوضات الحل السياسي الشامل.
بالمقابل ليست الرياض وحدها المستفيد من مبادرة المشاط حيث قابل هذه المبادرات التزامات على السعودية بدأت الأخيرة بالتحاوب معها من خلال تهدئة الجبهات وتراجع كبير لتحليق الطيران الحربي وغاراته مع استمرار ملحوظ لتحليق الطيران الاستطلاعي، غير أن صنعاء استطاعت ان تستفيد من هذه الأجواء سواء من حيث رفع وتيرة التصنيع العسكري وتثبيت تمركز قواتها في الجبهات وإعادة تموضعها وترتيب الألوية والمعسكرات، مع احتفاظها بالقدرة الاستراتيجية على الحاق الأذى بالاقتصاد السعودي في أي وقت ومتى ما أدركت أنه يجب إعلان إنهاء مفعول المبادرة إذا لم تخضع الرياض لشروطها المتعلقة بوقف الحرب ورفع الحصار.
كما تؤكد مصادر أن صنعاء تضغط بشكل كبير على الرياض لجعل توجه الأخيرة جاداً نحو انهاء الحرب وعدم اتخاذ هذه المحادثات كخيار تكتيكي لتجربة خيارات أخرى كما يحدث الآن في لبنان والعراق، وهو ما يبرر التصريحات التصعيدية من جانب صنعاء كتلك التي جاءت على لسان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي الذي قال في مقابلة مع صحيفة “المسيرة” التابعة لأنصار الله إن قواته قادرة على حسم المعركة عسكرياً وخصوصاً في جبهات الحدود داعياً السعودية لالتقاط مبادرة الرئيس المشاط والتعامل معها بجدية كسبيل وحيد لخروجها من المأزق الذي وقعت فيه.