معلومات هامة.. قصة الصومال الجريح.
مجتهد نيوز //
منذ قرنين فقط، كانت الصومال المورد الرئيسي للطعام في جزيرة العرب فقد كانت ثرية وخصبة للغاية.
كما كان لها إمبراطورية بحرية تجارية ضخمة ، و قد عاشت الصومال عصرها الذهبي في ظل الاسلام فهناك العديد من القصور والقلاع والحصون الشاهقة التي ما تزال آثارها باقية حتى الآن كدليل مادي على شموخ الإمبراطورية الصومالية التي حكمت مناطق شاسعة في شرق إفريقيا في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
و لم يكن بين اهل الصومال نصراني واحد، وكانوا إذا شرب النصراني في الإناء، فإنهم يغسلونه سبع مرات كما يغسلون الإناء إذا ولغ فيه الكلب، و كانوا يستعظمون أن يروا رجلاً كافراً بالله تعالى، يمشي على وجه الأرض، و بلادهم مليئة بالمساجد، على حين لم يكن يوجد فيها كنيسة واحدة ، و قد حموا الحرمين من اي هجوم برتغالي صليبي ،
ولذلك كانوا هدفاً للنصارى، فسعوا وخططوا واستغلوا أزمات المسلمين، ومزقوا بلادهم، حتى كانت الكارثة.
ففي أعقاب مؤتمر برلين أواخر القرن التاسع عشر بدأت القوى الاستعمارية الأوروبية العظمى اندفاعها للسيطرة على الأراضي في إفريقيا ، وكان الصومال من نصيب بريطانيا ، لكن امبراطورية الصومال ردعت البريطانيين و حلفائهم الاثيوبيين الصليبيين وصدت هجومهم أربع مرات متتالية
كما أقامت تحالفا مع قوات المحور المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى خاصة الإمبراطورية الألمانية والدولة العثمانية التين أمدتاها بالسلاح لمقاومة الإنجليز، إلى أن جاءت نهاية دولة الصومال الاسلامية على يد القوات البريطانية عام 1920 بعد كفاح دام لمدة ربع قرن عندما قامت القوات البريطانية باستخدام القاذفات لأول مرة على مسرح العمليات بإفريقيا وقامت بقصف العاصمة “تاليح” حتى دمرتها تدميرا كاملا، ومن ثم تحولت امبراطورية الصومال وكل ما تبعها إلى محمية بريطانية ، وعقابا لها مزقت الامبراطورية
وقامت بريطانيا بمنح أجزاء كبيرة منها لدول أخرى كاثيوبيا الصليبية دون وجه حق
في خلال الحرب العالمية الثانية كان الصومال البريطاني تحت سيطرة الإيطاليين حتى استعادت بريطانيا سيطرتها مره أخرى عليه واعلنت الجمهورية استقلالها في 26 يوليو 1960م.
لكن تبعه عقودا متوالية من تدخل الغرب في شئون الصومال تبعه جفاف رهيب ادى الى كارثه انسانية رهيبة مع الصراعات القبلية والخلافات بين العشائر الصومالية منذ اللحظات الأولى للاستقلال نتيجة للآثار التي تركتها دول الاستعمار في نفوس أبناء الشعب الواحد والفرقة التي عانى منها الشعب الصومالي طوال فترة الاستعمار.
عام 1969 تولت مقاليد البلاد حكومة عسكرية مدعومة من الغرب ،وبحلول عام 1978، بدأت الحكومة الصومالية بالتداعي وفقدان السيطرة الفعلية على مقاليد الأمور. كما بدت غالبية الشعب الصومالي غائبة في حالة من اليأس العام نتيجة الوقوع تحت الحكم العسكري الديكتاتوري المدعوم من الولايات المتحدة لفترة طويلة من الزمان دون تحقيق انجازات فعلية على الأرض.
وتدهور الوضع الاقتصادي سنه 1990 تحت حكم العسكر ، وفي عام 1991 حدث تغيرات جذرية في الحياة السياسية بالصومال. حيث تمكنت قوات مؤلفة من أفراد العشائر الشمالية والجنوبية الى اسقاط النظام وأدى ذلك لحرب أهلية، التي لا تزال تدور رحاها في الصومال الى اليوم ، مما عطل الزراعة وتوزيع الغذاء.
ثم اجتاحتها مجاعة اشتدت منذ عام 1992 م راح ضحيتها حوالي 480 ألف مسلم صومالي ، مع انتشار جهود التنصير و التبشير مقابل المساعدات الغذائية والطبيه.