الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:// مجتهد نيوز//
أكّد الجنرال الإسرائيليّ في الاحتياط، غيورا آيلاند، أنّ معضلة كيان الاحتلال مع حزب الله اللبنانيّ تكمن في حجم الأضرار الماديّة والبشريّة التي سيُلحِقها في عمق الدولة العبريّة، في حال اندلعت حرب الشمال الأولى، لذا، أضاف رئيس مجلس الأمن القوميّ السابِق، يتعيَّن، على كيان الاحتلال، استثمار الحراك اللبنانيّ من أجل العمل على نزع سلاح حزب الله، كما أكّد اليوم الأحد في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، مُضيفًا في الوقت عينه إلى أنّ الخطر الماثِل من حزب الله يُشابِه إلى حدٍّ كبيرٍ ما حدث لمنشآت النفط السعوديّة بعد الهجوم عليها في الـ13 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وشدّدّ في سياق مقاله على أنّ الحديث يدور عن فرصةٍ تاريخيّةٍ ماثلة أمام الكيان لتحقيق أهدافه التكتيكيّة والإستراتيجيّة والتأثير على مجريات الأحداث، دون أنْ يضطر للجوء إلى الخيار العسكريّ، وبرأيه، فإنّ لبنان يئّن تحت ديونٍ طائلةٍ، وبالتالي ستقوم حكومةً جديدةً تكون مفتوحةً للغرب وللمملكة العربيّة السعوديّة، ولمنظمّاتٍ عالميّةٍ مثل صندوق النقد الدوليّ من أجل الحصول على قروضٍ لتغطية العجز الذي تُعاني منه ميزانية بلاد الأرز، كما قال.
وهذه التطورّات، أضاف الجنرال الإسرائيليّ في مقاله، تفتح الأبواب أمام إسرائيل وتمنحها فرصةً يتحتّم عليها استغلالها، بحيثُ يعمل كيان الاحتلال للتأثير على الدول والمنظمات المانِحة باشتراط تقديم الأموال لبنان شريطة أنْ يقوم حزب الله بتسليم سلاحه، الذي يُشكِّل خطرًا إستراتيجيًا على الكيان، على حدّ تعبيره، وبالإضافة إلى ذلك، يتعيَّن على تل أبيب أنْ “تُقنِع” المانحين باشتراط تقديم القروض والمعونات الاقتصاديّة بإلزام الحكومة اللبنانيّة الجديدة بالإعلان عن أنّها ترفض رفضًا قاطِعًا مشروع حزب الله، المدعوم إيرانيًا، لتطوير الصواريخ الدقيقة، أوْ استيرادها، وبالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنّ حزب الله يعيش في هذه الفترة بالذات أزمةً سياسيّةً واقتصاديّةً يجِب على إسرائيل استثمارها، كما قال الجنرال آيلانْد.
عُلاوةً على ذلك، لفت الجنرال الإسرائيليّ إلى أنّه كلّما اقتنع الشعب اللبنانيّ بأنّ حزب الله بات عائِقًا أمام تلقّي البلاد المعونات الاقتصاديّة، فإنّه لن يتورّع عن قول كلمته ضدّ الحزب، الذي اشتعغّل المُقاومة ضدّ إسرائيل كرافعةٍ للحفاظ على ديمومته واستقراره في لبنان، قال آيلانْد، وأضاف أنّه من أجل تحقيق الهدف الإسرائيليّ يتعيَّن على صُنّاع القرار في تل أبيب إجراء مباحثاتٍ ومُفاوضاتٍ سريّةٍ ولكنْ مُكثفّة، مع جميع المانحين لإقناعهم بإبلاغ الحكومة اللبنانيّة بأنّ المُساعدات والمعونات لبلاد الأرز مشروطة بنزع سلاح حزب الله ومنعه من إنتاج الصواريخ الدقيقة في لبنان، كما قال آيلانْد.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب، قال إنّ حريّة عمل سلاح الجوّ الإسرائيليّ غدت في خطرٍ، لافِتًا إلى أنّه خلال شهر آب (أغسطس) من هذا العام، حصل هجوم على الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وفي اليوم التالي ألقى نصر الله ألقى خطابًا وحمّل إسرائيل المسؤولية، كما تعهّد باستهداف طائرات سلاح الجوّ التي تخترق المجال اللبنانيّ بشكلٍ يوميٍّ، وبعد مرور شهرين تقريبًا على الخطاب اتُخذ يوم الخميس الماضي القرار بإطلاق صاروخٍ ضدّ الطائرات على طائرةٍ غيرُ مأهولةٍ تابعة للجيش الإسرائيليّ، والتي كانت تُحلّق فوق منطقة النبطيّة في جنوب لبنان.
وشدّدّ على أنّ مصادر عسكريّة إسرائيليّة نفت إعلان حزب الله أنّه أسقط الطائرة، وادعت أنّها واصلت تنفيذ مهامها، وبذلك بعثت رسالة لحزب الله أنّ سلاح الجوّ لا يعتزِم الانكفاء وسيُواصِل مهامه، لافِتًا إلى أنّ معركة سلاح الجو الإسرائيليّ على حريّة عمله ارتقت خلال الأسبوع الماضي درجة، فلم يَعُد هناك تهديدات كلاميّة، إنمّا إطلاق صاروخٍ، وهذا العمل يُلزِم السلاح باتخاذ مسلكٍ دقيقٍ من خلال الأخذ بعين الاعتبار كلّ التهديدات في المنطقة وليس بالضرورة فقط نفس نوع الصاروخ الذي أطلق، وهذا المسلك يتطلّب دقّةً في تخطيط الطلعة الجويّة، الأوضاع المتغيّرة، الردود والكثير من الإبداعيّة.
وتابعت المصادر بتل أبيب قائلةً إنّه من دون أيّ صلةٍ بتهديدات نصر الله، سلاح الجو لم يُفاجأ من إطلاق صاروخٍ مُضّادٍ للطائرات على الطائرة، وطيارو سلاح الجوّ أفادوا في السنوات الأخيرة عن “إطباقات رادار” نفذها عناصر حزب الله لاستفزازهم، ولذلك فإنّهم استعدوا للطلعات الجوية وفقًا لذلك.
وتابعت المصادر: يُدرِك المعنيون في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة جيدًا بأنّ التخلّي عن الطلعات الجويّة لجمع المعلومات فوق الأجواء اللبنانيّة سيؤدّي لدفع عمليات بناء القوّة ومشاريع أخطر يُخطِّط لها حزب الله وإيران تحت أنف الحكومة في لبنان التي تعيش في هذه الأيام مراحل تفكّك، لذلك يجِب على الجيش الإسرائيليّ الاستعداد ليس فقط لاحتمال أنْ يُحاوِل حزب الله استخدام وسائل قتاليّة مُتقدمة، كتلك التي استخدمها حتى الآن ويُحاوِل تغيير قواعد اللعبة من خلالها، إنمّا أيضًا لسيناريو سيُحاوِل فيه لفت الانتقاد الشعبيّ في لبنان عنه وعن منظمته، التي سيطرت على المنظومة السياسيّة في السنوات الأخيرة بواسطة تسخين الحدود، قالت المصادر بتل أبيب.